لا وقت لخيبات الأمل ولا للفشل ولا للهزيمة، وكل الوقت للانتصارات العظيمة والنهايات التي تُكتب بمداد من نور لتضيء طريق الذين يسيرون في دربَي الكفاح والإصرار.
أماني تتحقق لتلهم غيرها
نطل عليكم اليوم بقصة نجاح جديدة من مجموع قائمة قصص النجاح التي تسطرّها حاضنة الأعمال والتكنولوجيا ” BTI” بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعة الإسلامية ضمن مشروع Login المُمّول من البنك الدولي وبإدارة مركز تطوير المؤسسات الأهلية NDC.
فاليوم تنطِق واحدةٌ من الأماني متحدثةً لنا عن قصتها علّها توقظ أمنية غفت هنا ،أو تُلهم أخرى تقاوم هناك”
تقول أماني:
أنا أماني نصر “خريجةُ تجارة وإدارة مكتبات من الأونروا”، منذ صغري والكثيرون يشيدون بي وبأنني أمتلك صوتاً عذباً، لذا دائماً ما كان يقع الاختيار عليّ لأقدّم الحفلات والمهرجانات، كما أنني كنت أغني دائماً وأدندن بصوتي الجميل، ذاك الصوت نفسه الذي نما بداخلي على مرّ الأيام والسنين حتى تحوّل إلى مطمح أرجوه وترنو نفسي إليه، فكثيراً ما تمنيت أن أكون مذيعة أو أي شيء يتعلق بهذا المجال كأنْ أكون معلِّقة صوتية أو إعلامية مثلاً ،وها أنا ذا اليوم أحدّثكم وأنا المعلقة الصوتية أماني نصر.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة
لكنكم وكما تعلمون بأن الإنسان لا يصل هكذا دونما أن يعبر طرقاً خشنة، ومسارات مُوجِعة فأنا أحدثكم بعد العديد من التعثرات التي اعترضتني في حياتي والبداية مع الرفض الذي قوبلت به بعد انتهائي من الثانوية العامة حينما عرضتُ أحلامي أمام وطن المرء ” أهلي” بأن أدخل تخصص الصحافة والإعلام، وتعلليهم بعد ذلك لقرار الرفض بجملة كان لها ما لها في قلبي من وقعٍ حزين :
” هذا ليس تخصصاً للإناث”
وفي ذات يوم استيقظت على صوت رسالة على هاتفي وكان محتوى الرسالة ” تم قبولك بمشروع Login في تخصص التعليق الصوتي من حاضنة الأعمال والتكنولوجيا BTI” وبرغم جميع الانتقادات التي وُجّهت لي حينما قررت الالتحاق بهذا المشروع ولا سيما من أقرب الناس لي وقولهم بأن هذا ليس نجاحاً كما تعتقدين، وبإمكان أي شخص أن يكون في مكانك، ثم إنه تضييع للوقت على حساب حياتك الشخصية ــ كوني أم لطفلين ــ وحجم المسؤولية مضاعف عندي بالمقارنة مع غيري، كانت كلها كلمات تثبيط كلها تدفع للاستسلام، ومع ذلك فلقد تحديت الجميع وسندت نفسي بنفسي، وجعلت من عزمي وإرادتي عكازين أسير بهما في هذا المشوار الجديد في حياتي.
شكر وعرفان
لا أنسى كل أولئك الذين وقفوا بجانبي وأود أن أذكر مدرب التعليق الصوتي الأستاذ “عبد الله علوان” الذي وضع قدمي عند أول خطوة في هذا المجال فعرّفني دقائقه وتفاصيله وتعرّف إلى طبيعة صوتي فكانت ملاحظته بالنسبة لي بؤرة التحوّل من ” أدائك ليس جيداً” إلى ” أداءٌ متميزٌ ورائع”
وممن يجدر ذكرهم من ذوي الفضل عليّ الأستاذة ” نور أهل” وكافة أعضاء فريق الحاضنة،فهؤلاء بمساعدتهم لي استطعت العمل في المنصات المختلفة فقد أخذت الكثير من الأعمال أولها بأن قمت بدور دوبلاج مع قناة الجزيرة ،ثم تقديم 25 عمل لمنصة خمسات وتقديم 3 أعمال على منصة مستقل كان عملي على مستقل يتركز في القيام بتحضير نشيد كرتوني وقصص أطفال بتقمص شخصيات مختلفة ، ثم عملت لصالح قناة يوتيوب كبيرة بدور إنشادي وقد بلغ ما أنشدته 20 أنشودة تقريباً، وكذلك مع قناةٍ أخرى كانت تختص بتقديم قصص الأنبياء ، عدا عما قمت به من تسجيل صوتي لصالح مستشفى البريدة بالسعودية ،هذا ولا بد من التركيز على أنني أقوم بتسجيل كل تلك الأعمال بأكثر من لهجة ولا يقتصر على اللهجة الفلسطينية فحسب.
ثم اتجهت البوصلة قليلاً لأعمل مع مصممي موشن جرافيك وتم الاتفاق على 30 عمل مستمر، كما أنه نشر لي من منصة ساوند ديلز العربية بأنني المبدعة أماني على جميع منصات التواصل الاجتماعي لنشيد الكرتوني وتم التواصل لأعمالٍ خاصة مع المنصة المذكورة ويمكنكم رؤية العمل في أول تعليق.
تحديات وابداعات
قد تتفاجئون الآن وأنا أسرد كل تلك الإنجازات، ولكن ما أود أن أخبركم به أنه لم تكن أبسط الإمكانات متوفرة لدّي سواء التسجيل بإستديو أو أدوات التسجيل، ولكن هذا أيضاً لم يشكّل لي حاجزاً أقف أمامه، وفكرت فوجدت أن أقوم بالتسجيل بخزانتي للمحافظة على نقاوة وجودة الصوت التي لا تتوفر خارجها.
أخيراً أقول لكم: لا تستسلموا واسعوا بقوة نحو أحلامكم، ولا تدعوا يوماً يمر دون أن تطوروا من أنفسكم، لا تخافوا العوائق فما وجدت إلا لتدفعكم نحو كل الأشياء التي تستحقكم وتستحقونها